http://elseham2013.blogspot.com/

الجمعة، 28 يونيو 2013

يا سيدي كلهم لا يصلحون



المعارضة لا تري حلاً إلا بإسقاط الرئيس الشرعي للدولة و هي لا تعلم أن إسقاط "الشرعية" أخطر ألف مرة من إسقاط شخص الرئيس - أياً من كان هو - ففي ذلك الأمر ترسيخ لمبدأ إسقاط الشرعية القانونية عن أي منصب في أي موقع من مواقع الدولة طالما توفرت الحشود الجماهيرية الداعية إلي ذلك حتي لو كان ذلك المنصب هو المنصب الأرفع في البلاد ..

و في المقابل ينظر الرئيس الشرعي - و من خلفه مؤيدوه - للمعارضة المحتشدة ضده بإعتبارها فصيل يعوق التقدم الذي يطمح إليه الوطن لتحقيق الأمان و الإستقرار .. و دائماً ما يوجه للمعارضة دعوات الحوار و حقيقة تلك الدعوات إلا فقط ليبرهن علي أنه يمد يده للمعارضة صادقاً أميناً مخلصاً و هم الذين يرفضون الحضور .. بينما أقصي ما كان سيفعله هو الإستماع و الإنصات و التحاور ثم ينفذ ما يراه هو ..

إنهم جميعاً يتقاتلون علي وطن حيث يطمح و يطمع كل منهم أن تكون قيادته من نصيبه وحده بمفرده دون غيره .. بينما الحقيقة التي لا يدركونها أن أي فرد منهم لا يمتلك الحد الأدني من مقومات القيادة .. و ما ذلك الحد الأدني إلا قبول الآخر و عدم إقصائه كلية عن المشاركة في العمل العام لصالح المجتمع كما هو واقع الآن ..
فإدارة الأوطان ليست كمثل إدارة الأطيان و هو ما لم تدركه جهة الحكم علي الجانب الأول ..

و قيادة الشعوب تكون بتوجيه الشعوب و ليست بتهييج الشعوب و هو ما لم تدركه جهة المعارضة علي الجانب الاخر ..

كل من الجانبين لا يصلح لإدارة "دولة" .. أو قيادة "شعب" .. أو بناء "أمة" .. أو إرساء "نهضة" .. فما بالك بإدارة أقدم دولة في التاريخ عمرها سبعة الآف سنة .. و قيادة شعب هو صاحب أقدم و أول حضارة علي ظهر الأرض .. و ما بالك بقيادة وطن "انفجرت" كل مؤسساته ..
و لن يفض ذلك الإشتباك بين الجهتين إلا تدخل الجيش و هو الجهة الوحيدة التي مازالت تحتفظ في بنيانها المؤسسي بمقومات الإنضباط و الإلتزام كمنهج فكر نحو إدارة دولة و قيادة شعب ..
حقاً إن "الديمقراطية" شئ جميل .. و لكن ليس كلُ جميلٍ لنا .. قد يكون لنا بها مستقبل .. لكنه ليس الآن .. و ليس مع ذلك الجيل .. هذا إن أردنا بذلك الوطن المثخن جسده بالجراح بعض الخير نحو مستقبل أفضل لأجيال مصرية قادمة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق